الأحد، 16 ديسمبر 2012

كتب إلكترونية للأطفال في مكتبات بريطانيا العامة

ترجمة: عصام عبد المالك
( 2002-01-03 )
ملخص
تصف هذه المقالة آراء أمناء مكتبات الأطفال بشأن الكتب الإلكترونية، حيث أرسل استبيان كتابي بالبريد إلى (802) مكتبة عامة للأطفال في المملكة المتحدة، أيد (77%) من المستفتين إدخال الكتب الإلكترونية إلى مكتبات الأطفال•
مقدمة
كانت صفحات الكتب المطبوعة هي المخزن الرئيس الذي يخزن المعلومات ويقدمها لجمهور القراء المهتمين• إلا أن الوسائل الإلكترونية الحديثة مثل الإنترنيت ونصوص المعلومات الإلكترونية ووسائل تخزين المعلومات الإلكترونية مثل: الأقراص الليزرية (CD-ROM) ذات الذاكرة القابلة للقراءة فقط كل هذه الوسائل أدت إلى تحسين الكتاب >الكتاب الإلكتروني على وجه الخصوص< وقد عرَّف كل من فيثر وستروجيس الكتاب الإلكتروني عام 7991، ص 031 "بأنه نص مماثل للكتاب وهو بصيغة رقمية إلكترونية يتم عرضه على شاشة الحاسوب"•
لقد أضاف الكـتاب الإلكـتروني أشياء جديدة للكـتاب المطبوع، فمثلاً هـناك تحـريك للشخصيات ومؤثـرات صوتية والانتقـال الإلكـتروني للنص إضافـة إلى تقنيات البحـث السريع•
يمكن عرض الكتاب الإلكتروني خلال وسائل عدة فمثلاً بوساطة الأقراص الليزرية وعلى شبكة الإنترنيت من خلال الوسائل المحمولة الأخرى المخصصة لهذا الغرض• يمكن أيضاً أن تشمل هذه الوسائل في مضمونها أنواعاً مختلفة من المضامين (مثل القصص وغيرها)، ويأتي العرض على شكل كتاب أو مجرد عرض سمعي بصري لشخصيات متحركة• قيل إن الإضافات الإلكترونية على الكتاب ستفيد الأطفال بصفة أساسية• إلا أن التحسين يكمن في مهارات القراءة والعرض التي ليست محل شك على الإطلاق، لقد أعطيت هذه القضايا الأولوية من قبل الحكومة البريطانية الحالية حيث بدأت بالتداول بعد الدعم الذي قدمته الحكومة خلال عام المطالعة 8991 ـ 9991 (كما جاء في كتاب إلكين وكينيل 0002م)• على أي حال، كان لنشوء وتطور وسائل الإعلام الحديثة من تلفاز وفيديو وسينما أثر في دفع الكثيرين للقلق بشأن ما ستخلفه على الأطفال• إلا أنها أدت إلى نشوء جيل من البشر ذي خبرة في الحياة يشاهد ويعاين التجربة أمام ناظريه إضافة إلى النص المطبوع الذي يعد جزءاً من الحياة العادية، فغدا يُنعت >بجيل التلفاز<، وحيث إن هؤلاء الشباب يشاهدون كماً وافراً من الصور يومياً فقد أصبحوا متعلمين عن طريق الصور• وكما قال >يناواين 7991< يجدون المعنى في الصورة• وقد تركز القلق حول تعود الأطفال مشاهدة الصور ونقص الميل لديهم للقراءة، وقد لخص ليفنغستون وبوفيل ذلك عام 9991 بقولهم:"إن الأطفال باتوا ينظرون إلى الكتب المطبوعة على أنها موضة قديمة ومملة ومحبطة وفي طريقها للانقراض، وهي طويلة وتستدعي كثيراً من الجهد ولاتعطي الهدف مباشرة ولا تحتوي صوتاً"•
إذا ًهناك قليل من الشك في أن المكتبة يمكن أن تؤدي دوراً أساسياً في دفع وتشجيع الناس من كل الأعمار إلى القراءة، كذلك تعينهم على التثقيف ومحو الأمية (لوندزديل 0002)• لذلك كان هاجس ابتعاد الأطفال عن القراءة والمكتبات مبعث قلق (ليفنغستون وبوفيل 9991؛ كريسر 9991)•
كما بين (كريسر 9991) أن أعداد الكتب المطبوعة قد بدأت تتناقص بينما تزداد أعداد الوسائل السمعية البصرية مثل الأقراص الليزرية CD-ROM، لذلك ازداد الاهتمام بتطوير تعريف محو الأمية ليشمل قراءة النماذج الإلكترونية (ميك 1991)، كما دلت دراسة أجريت حول المكتبات العامة أن (08%) من أمناء المكتبات يعدون التعليم القائم على الوسائل الأخرى غير الكتاب المطبوع سيكون هو الفاعل والسائد مستقبلاً (لوندسديل 0002)• لذلك يعد الكتاب الإلكتروني هاماً بالنسبة للمكتبات العامة•
إضافة إلى ما تقدم، فإن توقع انقراض الكتاب المطبوع قاد إلى الاعتقاد بتوقع اختفاءالمكتبة العامة مستقبلاً أو على الأقل تحولها تحولاً كبيراً (لاندوني 3991، 0002، باركر 7991، بانكيلوفيش 1991)• في الحقيقة الآن قد حدثت تغيرات في >المكتبة التقليدية< (لاندوني 3991)، إذ أصبح موضوع أتمتة المكتبة منتشراً أكثر فأكثر• حيث كان باركر (7991) قد وصفها >بالمكتبة ذات الوسائط المتعددة<، وهي مؤسسات تختزن المعلومات بأشكال مختلفة لهذا الغرض• وهي أشبه ما تكون بالمكتبات العامة الحالية، حيث توجد فيها إضافة إلى الكتب: الوسائل السمعية البصرية والأقراص الليزرية المدمجة•••إلخ• وسيكون التطور القادم من الشكل الحالي للمكتبة نحو الشكل الرقمي الإلكتروني للمكتبة هو الأكثر احتمالاً، حيث تمت مناقشة هذا الموضوع بتفصيل أكبر في مكان آخر (مثلاً كاتينازي 3991، فيثر وستورجيس 7991)• وستكون هناك إمكانية لتبادل المعلومات إلكترونياً، حيث يتنامى ويتوسع انتشار الإنترنيت، كما تتزايد كميات المعلومات الموضوعة على الشبكة• وقد غدا هذا ممكناً مع انتشار وتوسع الشبكة الإلكترونية الشعبية (1)، والشبكة الوطنية للتعليم (2) (هيكس0002)•
إلا أن الشكل الأكثر احتمالاً للمكتبة المستقبلية سيجمع بين الكتاب الورقي إلى جانب الإلكتروني، بدلاً من القول إن هذا الأخير سيستبدل سابقه بشكل كامل (مثلاً إكو 5991، غودمان 3991)، وهذا يعني استمرار وجود مكتبة الوسائط المتعددة لخزن المعلومات، أي الشكل الحالي للمكتبة• على أية حال سيبقى الأثر الفاعل بناء على إضافة الكتاب الإلكتروني•
يبقى هناك مجال واسع لبحث أثر الكتاب الإلكتروني في المكتبة، لكن لاشك بأن الأثر سيكون كبيراً جداً، (مثلاً كتانازي وسوماروغا 5991؛ لاندوني 3991)، كما لا زال هناك دأب على مناقشة كيفية معالجة المكتبات الحالية لهذه النوعية الجديدة من الكتب؛ وهي لا زالت تدخل المكتبة جنباً إلى جنب مع الكتب المطبوعة (وود وارد 5991؛ غودمان 3991)• لكن لو حظت فجوة في الأدب المكتوب بهذا الشأن بخصوص دور وأفكار العاملين في المكتبات فيما يتعلق بالكتاب الإلكتروني• لهذا تم إجراء دراسة خاصة لبحث هذا الموضوع•
دراسة خدمات المكتبة المقدمة للأطفال
بعد أن عرفنا أن اليافعين أصبحوا يبتعدون أكثر فأكثر عن القراءة وبالتالي عن المكتبات بشكل عام، ركزت الدراسة على خدمات المكتبة المقدمة للأطفال• وعلى الرغم من ابتعاد هؤلاء الأطفال عن القراءة والمكتبة، فإنهم لايزالون يرون في المكتبة مساعداً لهم في إنجاز واجباتهم المدرسية (مركز بحوث الأطفال 6991؛ كريس 9991)• من ناحية أخرى، على الرغم من تناقص إصدارات الكتب، فإن دراسة أجريت على كتب الأطفال (من قبل مركز بحوث الأطفال 6991) وجدت أن الأطفال ما زالوا يعدون المكتبة مصدراً هاماً لاستعارة الكتب•
بالنسبة لأولئك الأطفال الذين ما زالوا يستعيرون الكتب من المكتبة المحلية وقبل ذلك من مكتبة المدرسة تراوحت أعمارهم بين (41 و 61 سنة)• كما أن أعداد الكتب والمواد الإلكترونية التي يزداد طلبها من المكتبة بما فيها الأقراص الليزرية مازال في ازدياد• في الحقيقة دلت دراسة أجراها (برونسكل 8991)على أن المواد الإلكترونية يمكن أن تعيد الناس وخاصة الأطفال إلى المكتبة• من بين أولئك الناس الذين يزداد اهتمامهم بالمكتبة كان العاملون في المكتبات العامة البريطانية•
المنهجية
تم إجراء دراسة لجمع المعلومات ومعرفة التوجهات الحالية حيال الكتاب الإلكتروني• أرسلت الإجابات بالبريد، بسبب كون المستفتين منتشرين على مساحات واسعة ويصعب الوصول إلى كل واحد منهم على حدة، تم تحديد موضوعات الدراسة بصفة مبدئية من خلال معرفة التأثيرات ودراسة الأدب ذي العلاقة، حيث تمت فيما بعد دراسة ومناقشة هذه الموضوعات مع القيمين على مكتبات الأطفال من منطقة (ليسترشاير) في إحدى جلسات مؤتمراتهم الاعتيادية• ساعد هؤلاء المكتبيين في تحديد أهم الموضوعات الواجب بحثها• وقد شملت موضوعات الدراسة مايلي:
ـ تعريفات الكتاب الإلكتروني•
ـ الموقف الراهن حيال تخزين الكتب الإلكترونية•
ـ هل كانت الكتب الإلكترونية مخزنة للمرجعية أو للإعارة•
ـ مدى شعبية مواد الوسائل والمنتجات المتعددة•
ـ سياسات الرسوم•
ـ التأثيرات في العضوية•
ـ اختيار المنتجات الإلكترونية•
ـ القضايا الأمنية•
ـ الإجراءات الإضافية الضرورية عند تخزين الكتب الإلكترونية•
ـ عرض الكتب الإلكترونية•
ـ دور قيم المكتبة•
ـ وجهات النظر العامة حول حيوية وقيمة الكتاب الإلكتروني••• إلخ•
وتشمل هذه المادة أهم الموضوعات•
وفي سياق المقابلات التمهيدية، أجريت دراسة ريادية للتعرف إلى مدى فهم مواد الاستبيان أو الدراسة الرئيسة قبل تنفيذها، للتأكد من عدم تلقي أية إجابات شاذة أو مناقضة للمأمول• أرسلت نسخ الدراسة إلى خمسة من كبار المشاركين، حيث أجريت بعض التعديلات الطفيفة بناء على إجاباتهم، حيث وجد أن نموذج الدراسة كان سهلاً للفهم والتعبئة• وللتأكد من شمولية الدراسة أرسلت النماذج إلى كل واحد من الأفراد المسؤولين في كل 802 مركز حكومي للخدمات المكتبية في المملكة المتحدة، حيث كان من المستحيل إرسال هذه النماذج إلى كل مكتبة في بريطانيا، إذ إن عددها يبلغ (0004) (وحدة إحصاء المعلومات والمكتبات 8991)•
النتائج والمناقشة
نموذج:
من بين (802) نموذج استبيان، تم استلام (161) إجابة قابلة للاستخدام، بحيث تكون نسبة المشاركة (77%)•
يبين الجدول (1) عدد الأشخاص المشاركين والنتائج على شكل لائحة، مع بيان جنس المشارك ذكر أم أنثى•
سيتضح من الجدول أن النسبة الأعلى من المشاركين هم من الإناث (3•87%) كانت أعمارهم 63ـ54 (1•94%)•
الجدول (1) عمر وجنس المشاركين
إذا شملت العمر والجنس نرى أن نسبة (1•93%) من مرسلي الإجابات كن من الإناث وأعمارهن تتراوح بين (63 ـ 54)، مما يعكس النموذج المثالي لأمين المكتبة•
تعريف الكتب الإلكترونية
طلب السؤال الأول من المشاركين في الدراسة أن يشيروا من اللائحة إلى ما فهموه بالكتاب الإلكتروني، مؤشرين إلى جانب التعريفات التي يرونها ضرورية، وكما يتضح من الجدول (2)، فقد تم استنباط التعريفات وفقاً للوسط الذي قدمت فيه، حيث إنها مألوفة أكثر من غيرها لدى المشارك• يبين الجدول أن المشاركين (3•69%) عدواً أن الكتاب الإلكتروني عبارة عن قرص ليزري يمكن الوصول إليه من خلال حاسوب شخصي• كانت المادة متعددة الأشكال هامة بالنسبة لهؤلاء المشاركين• وكانت أهم خمسة تعريفات هي الأشكال المعتمدة للوثائق متعددة الوسائل• كذلك تم الحكم على المواد الموضوعة على الإنترنيت على أنها كتب إلكترونية، من قبل نسبة كبيرة من المشاركين (9•86%)، الشيءالذي يؤكد أن تأثير الإنترنيت سيكون مماثلاً لتأثير الأقراص الليزرية CD-ROM والوسائل متعددة الأشكال• كذلك عُدت الكتب السمعية أو الناطقة كتباً إلكترونية، ومن قبل نسبة أقل من المشاركين (1•8%)•
كتب الأقراص الليزرية
بعد تحديد آراء المشاركين بشأن تعريف الكتاب الإلكتروني تم توجيههم بشأن الاختلاف حول هذه التعريفات• كانت هناك ضرورة لانتقاء واحد من تلك التعريفات كدليل في هذا الاستبيان• اختير التعريف القائل إنه قرص ليزري متعدد الوسائل يمكن الوصول إليه بوساطة الحاسوب، وهذا لأن معظم الناشرين يقبلون بهذا التعريف للكتاب الإلكتروني•

















ـ ملاحظة: الإجمالي = 161
كما أن هذا التعريف تم اختياره لأن القرص الليزري هو الوسيلة الأكثر استخداماً حالياً، نظراً لإمكانية تداوله وتخزينه• لذلك طلب من المشاركين الإجابة استناداً إلى هذا التعريف• كما اتفق معظم المشاركين على أنه يمكن الوصول إليه بوساطة الحاسوب الشخصي• كما يمكن ملاحظة أن هذا التعريف قد يكون اختير من قبل معظم المشاركين لأنه هو الصحيح•
تخزين الكتب الإلكترونية
لتقرير نسبة المكتبات التي كانت تقوم بتخزين الكتب الإلكترونية، طلب من المشاركين معرفة ما إذا كانت أياً من المكتبات التي تحت سلطتهم تخزن حالياً كتباً إلكترونية• فإذا أجابوا بأن تلك المكتبات لا تخزن كتباً إلكترونية، يطلب إليهم كتابة النسبة في الجدول، حيث إن الأسئلة التالية لن تعينهم• أجاب اثنان وثلاثون بـ >لا<، وهذا يمثل نسبة (9•91%) من المشاركين الإجماليين من عينة الدراسة، مقلصين حجم العينة من 161 إلى 921 للأسئلة التالية ذات العلاقة• لذلك تم احتساب الأسئلة على أساس العدد (921)•
سئل هؤلاء المشاركون أيضاً عن أنواع المكتبات التي خزنت فيها هذه الكتب الإلكترونية• وجدت الدراسة أن نسبة (5•19%) من الهيئات التي توفر خدمة الكتاب الإلكتروني قد وفرت إمكانية الوصول إلى هذه الكتب من خلال مكتبة أو مكتبات رئيسة، وأن نسبة (2•16%) من الهيئات وفرت حرية الوصول إلى الكتب الإلكترونية من خلال فرع أو مكتبات تجمع سكاني معين• لذلك ليس أمراً مدهشاً أن تقوم الهيئات في معظمها بتقديم خدمات الوصول إلى الكتب الإلكترونية من خلال مكتبة رئيسة وليس من خلال فرع أو مكتبة تجمع سكاني معين• من المتوقع أن تلاقي المكتبات الرئيسة أعداداً متزايدة من القراء من المكتبات الفرعية أو التابعة لجماعة ما• لذلك يجب توفير الكتاب الإلكتروني في الأماكن التي يتوقع أن تخدم أكبر عدد من المستخدمين• على أية حال من المشجع أن نسبة (2•16%) من الهيئات يقدمون خدمة الكتاب الإلكتروني في واحدة أو أكثر من المكتبات الصغيرة•
الكتب الإلكترونية ذات أغراض مرجعية أو للإعارة
لقد تبين أن عدداً من المكتبات تخزن الكتب الإلكترونية لأغراض مرجعية فقط، فقد كان ضرورياً معرفة نسبة الكتب التي يقومون بإعارتها أيضاً، أو هل كانت هناك بعض هذه المكتبات ممن يحتفظن بالكتب الإلكترونية لغرض الإعارة الخارجية فقط• حالما عرف الجواب عن ذلك، ارتؤي أن يجري الفصل بين الفئتين• وجدت الدراسة أن نسبة (4•75%) من الهىئات تحتفظ بالكتب الإلكترونية لأغراض المراجع فقط (أي داخل المكتبة) و(6•24%) للمراجع داخل المكتبة وللإعارة الخارجية أيضاً•
لم تجب أية جهة مشاركة بأنها تقوم فقط بإعارة الكتب الإلكترونية، الأمر الذي يوحي بأن المكتبات تعد الاحتفاظ بالكتاب الإلكتروني داخل المكتبة لغرض المرجعية فقط هو أكثر أهمية من إعارته خارج المكتبة• السبب المحتمل لهذه النتيجة هو أن الكتب الإلكترونية متوافرة كمراجع لأي شخص يدخل المكتبة، في حين أنه بالنسبة للكتب المخصصة للإعارة الخارجية، يجب امتلاك الأجهزة المخصصة لقراءتها• لذلك كانت الكتب المحتفظ بها كمراجع داخلية متوافرة لاستخدام العدد الأكبر من القراء، وهي تبدو أكثر فائدة للمكتبات•
أما أولئك المشاركون الذي أفادوا بأنهم يوفرون الكتب الإلكترونية لغرض الإعارة، فقد سُئلوا أن يوضحوا هل كان أياً من تلك الكتب قد تم توفيرها بوساطة شركة (رمسيس) (الآن تسمى شيفرز ورمسيس)، وهي شركة تجارية تقوم بتوفير خدمات الأقراص الليزرية للمكتبات• سمحت هذه الخدمة للمستعيرين من المكتبات بأن يحددوا الرسم الاسمي للقرص الليزري CD-ROM• من بين الـ (55) هيئة ممن لديهم كتب إلكترونية للإعارة، (98%) أفادوا بأنهم يلجؤون لخدمة شركة (رمسيس)• وهذا يمكن أن يؤثر في تحديد الكتب الإلكترونية المخصصة للإعارة الخارجية، الأمر الذي يجعل عدد الأطفال القادرين على اختيار ودعم الكتب الإلكترونية بهذه الطريقة ضئيلاً، معتمدين مبدئياً على شركة (رمسيس) لتقديم هذه الخدمة•
من المحتمل جداً أن تكون لخدمة تجارية من هذا النوع معايير وأهداف انتقائية مختلفة عن تلك الخاصة بالمكتبة، الأمر الذي سيؤثر في ملاءمة وانتشار الكتب الإلكترونية المخصصة للإعارة، وإن الاعتماد الكبير على الخدمة التجارية قد يؤدي إلى انتشار كتب إلكترونية مماثلة مخصصة للإعارة في أنحاء المملكة المتحدة كلها•
أنواع الكتب الإلكترونية المخزنة
سُئل المشاركون عن أنواع الكتب الإلكترونية التي تقدم حالياً من قبل المكتبات مدار البحث، فيما يتعلق بتلك الكتب المخزنة للمراجع داخل المكتبة والإعارة الخارجية• وقد وجدت الدراسة أن كتب المراجع يمكن استخدامها لكلا الاستخدامين داخل المكتبة (2•29%) وللإعارة (7•82%)• كانت فئة القصص هي النوعية الثانية من الكتب المخصصة للاستخدام داخل المكتبة (6•23%) تليها كتب اهتمامات خاصة مثل الهوايات (3•32%)• على أية حال فإنه بالنسبة للكتب المخصصة للإعارة فإن الترتيب مختلف قليلاً، حيث كانت الفئة الثانية المحبذة هي كتب الاهتمامات الخاصة (5•92%)؛ والفئة الثالثة المحبذة هي كتب القصص (2•02%)• أشار عدد من المشاركين بلغ (31) مشاركاً إلى أنواع أخرى من الكتب الإلكترونية غير تلك التي تم تعدادها، ومعظمها يندرج تحت فئة المراجع أو كتب النصوص الكاملة مثل >كتب معلومات الفكاهة<، >غير الروائية عامة<، و >مواد التعليم المفتوح<• إن الرأي السائد في أن الكتب المرجعية الأساسية وكتب الأطفال كانت السباقة إلى ولوج عالم الكتاب الإلكتروني كان ولايزال هو السائد (مثلاً: كتب لانغستاف 3991؛ بيل 5991؛ ليال 4991) لذلك أكدته الدراسة•
درجة انتشار الكتب الإلكترونية وشعبيتها
تم سؤال المشاركين عن مدى شعبية وانتشار الكتب الإلكترونية للأطفال بالمقارنة مع النسخ المطبوعة للنصوص ذاتها• بعضهم وجد صعوبة في الإجابة عن هذا السؤال، قائلاً إنه من غير الممكن قياس المجالين بالمقياس ذاته، حيث إنهم لا يمتلكون وجهة نظر القراء، وإن الاستخدام مختلف تماماً ولهذا فهو غير قابل للمقارنة• لوحظ أيضاً أن الكتب الإلكترونية أوسع انتشاراً، لأن استخدامها ينحصر في بضع نقاط للوصول إلىها، وهذه هي الحالة المحتملة في عدد من المكتبات• يبين الجدول (3) الإجابات وذلك بفصل كتب المراجع عن تلك الخاصة بالإعارة• وفيما يتعلق بكتب المراجع، كانت هناك فجوة بسيطة بين الرأيين القائلين إن شعبية النسخة الإلكترونية تنتشر بمعدل 41.1 في حين أن النسخة المطبوعة تنتشر بمعدل 8•83%•
هذا يبين أن القراء الشباب يلجؤون بشكل موسع إلى استخدام النصوص الإلكترونية داخل المكتبة، لذلك إنه لشيء ثمين أن نجعلها متوافرة للمستفيدين•
أما بالنسبة للكتب المخصصة للإعارة، فقد وجد أن النسبة الأعلى كانت >أقل انتشاراً من النسخة المطبوعة< بمعدل (3•61%)•
ومن الصعوبة بمكان التوصل إلى عدد من النتائج بخصوص كتب الإعارة، حيث إن هذه النسبة العالية من المشاركين لم يجبوا عن هذا السؤال (3•17%)، وهذا مرده إلى أن (55) من المشاركين ممن كانوا يوفرون الكتب المخصصة للإعارة هم المؤهلون تماماً للرد على هذا السؤال• حيث إن نسبة (73%) لم يجبوا، كان هناك (81) مشاركاً بإمكانهم الإجابة لكنهم لم يفعلوا•
الدفع مقابل استخدام الكتب الإلكترونية
اختلفت الآراء الخاصة باستخدام الأطفال للكتب الإلكترونية لغرض المراجع والإعارة اختلافاً ملحوظاً• دلت الدراسة على أن نسبة (6•49%) من المشاركين اعتقدوا أن الأطفال لا يتحتم عليهم دفع نقود مقابل استخدامهم للكتب الإلكترونية كمراجع، بينما اثنان فقط من المشاركين (6•1%) اعتقدوا أنه يجب عليهم الدفع• في المقابل هناك نسبة (5•93%) اعتقدوا أنه لا يتحتم على الأطفال دفع نقود مقابل استعارة كتب إلكترونية، بينما (3•33%) اعتقدوا بوجوب ذلك و (3•61%) لم يكونوا متأكدين• لذلك هناك إجماع حول عدم دفع مبالغ من المال لقاء استخدام الكتب الإلكترونية داخل المكتبة، مفترضين أن المشاركين عدوها كالكتب المطبوعة، أي لا يتحتم الدفع مقابل استخدامها داخل المكتبة•







الجدول (3) درجة انتشار الكتب الإلكترونية
على أية حال أجمع العدد الأكبر من المشاركين على الدفع مقابل استعارة الكتب الإلكترونية، وعدوها مماثلة للمواد السمعية ـ البصرية، والتي عادة ما تدفع مبالغ مقابل إعارتها• إلا أن نسبة لابأس بها من المشاركين رأوها مماثلة للنسخ المطبوعة لذلك لايجب الدفع مقابل استعارتها حيث إن استعارة الكتب المطبوعة لايستوجب الدفع في معظم الأحيان•
هنا يبرز اختلاف واضح بشأن عد الكتب الإلكترونية مماثلة للكتب المطبوعة أو للمواد السمعية ـ البصرية، وفيما يتعلق بأثر تخزين الكتب الإلكترونية في مكتبات الأطفال التي تمنح حق العضوية، اعتقد ما نسبته (4•47%) أن تخزين الكتب الإلكترونية يجلب المزيد من الأعضاء الجدد من القراء، واعتقد (3•32%) أن تخزين الكتب الإلكترونية لايترك أي أثر في موضوع العضوية• إلا أن أحداً من المشاركين في الدراسة لم يشر إلى أن تخزين الكتب الإلكترونية قد يقلّل من العضوية في المكتبات• نستنتج أن الكتب الإلكترونية يمكن أن تكون مقتنيات ثمينة وهي ستشد الأطفال لارتياد المكتبات، وربما لممارسة أعمال مفيدة أخرى هناك•
اختيار الكتاب الإلكتروني
طُلب من المشاركين كتابة نسبة أهمية عدد من المعايير التي يجب أخذها في الحسبان عند اختيار كتب إلكترونية للمكتبة• وقد خصصت (3) نقاط لكل معيار يكتب مقابله >غير هام<، >هام<، و >هام جداً< على التوالي• وطلب من المشاركين وضع إشارة على المربع الذي يشير إلى رأيهم، تم تطبيق طريقة (ليكيرت) في اختيار المعايير بحيث تم تمييز وجهات النظر بسرعة وسهولة•
كما يبين الجدول (4) فإن المعيار يعد قريباً جداً من تصنيف >هام جداً<، بدرجة (9•2) >لسهولة الاستخدام من قبل القراء<• وقد تماشت أهمية سهولة الاستخدام مع زيادة النسبة الموضوعة >لحرية الوصول< و >سهولة وموثوقية وضع وتركيب المواد<• يمكن تلخيص ذلك بالقول: إن خواص محتويات الكتب الإلكترونية عدت على قدر من الأهمية•
حيث تم جمع اثنتين من هذه الخواص ووضعت لها درجة (8•2) و (7•2)• ربما عدت خاصية سهولة الاستخدام هي الأهم، إذ إن هذه الخاصية ستريح أمين المكتبة من التعليم المتكرر للأطفال عن كيفية استخدام مادة الكتاب الإلكتروني• ربما عدت هذه الخاصية أيضاً هامة بالنسبة للقارئ، بحيث تجري مراجعة نصوص عدة بسهولة؛ تم ربط هذه الخاصية مع خاصية المضمون الهامة أيضاً•
في الطرف الآخر من المعيار أو المقياس وعند >غير هام< تم إدراج معايير تتعلق بالاقتباس للتلفاز والسينما• على افتراض أن المشاركين لم يعدوها حافزاً لاختيار الكتاب الإلكتروني• وهذا يدل على أن القيمين على المكتبات لم يروا في الوسائل الجماهيرية الأخرى ما يؤثر في اختيار الكتب الإلكترونية• وسيكون شيئاً ممتعاً إذا ما عدوا أنهم شعروا بالشعور نفسه عند اختيارهم للكتب المطبوعة• إذ إن بعضهم قال: إن اقتباس الكتب للتلفاز أو السينما يدفع بعضهم إلى العودة إلى النسخة المطبوعة من الكتاب (برادمان 5991) إذا عد المشاركون أن الاقتباس للسينما أو التلفاز لن يدفع القارئ بالعودة إلى النسخة الإلكترونية، فهذا دليل على أنهم لايعدون النسخ الإلكترونية والمطبوعة متطابقة• وهذه الخاصية وضعت لها علامة ضئيلة تماثل تلك الخاصة بسمعة الكاتب ورواج عنوان الكتاب ورواج إلى النسخة المطبوعة داخل المكتبة، ولم يعد المشاركون النسخ الإلكترونية من الكتب مماثلة للمطبوعة، حيث إن امتلاك الخواص ذاتها لن يستدعي بالضرورة تحقيق الشهرة نفسها ودرجة الانتشار• وهذا يتطابق مع ما قاله بعض المشاركين: إنهم لا يعدون النسخة الإلكترونية من أي كتاب >كتاباً< حقيقياً على الإطلاق•
ويمكن القول: إن المكتبيين لايأخذون بهذا المعيار عند اختيارهم للكتب المطبوعة للمكتبة، وإنهم يشعرون بالشعور نفسه عند اختيارهم للكتب الإلكترونية•
أما المعيار الذي أولي الاهتمام الأقل، فقد كان الإجابة عن سؤال: هل يعد الكتاب كلاسيكياً؟ في طبعته المكتوبة (2•1) درجة، مما يؤكد أن القيمين على المكتبات لا يعدون النسخ الإلكترونية من الأدب الكلاسيكي ذات جاذبية بالنسبة للأطفال (هوبسون 2991؛ وينفيلد 6891، إدارة التعليم 5991)، يمكن القول: إن المكتبيين متحمسون للنسخ المطبوعة من الأدب الكلاسيكي وليس للنسخ الإلكترونية منه، نظراً للدرجة المنخفضة التي خصصت له• كما نستنتج أيضاً من الدرجة المنخفضة مقابل الاقتباس للوسائل الجماهيرية الأخرى، أن المكتبيين لايرون تأثيراً كبيراً لهذه الوسائل على موضوع اختيار الكتب الإلكترونية للمكتبة• كما أن درجة (2) مقابل سعر الكتاب تدل على أهمية السعر بالنسبة للمكتبيين لأن النسخ الإلكترونية عادة ما تكلف أكثر من النسخ المطبوعة•
كما تم تلقي تعليقات من المشاركين في الدراسة حول القيود التي تفرضها ميزانية المكتبة•
دلت الدراسة أيضاً على أن (3•58%) من المشاركين عدوا رؤية الكتاب الإلكتروني قبل شرائه للمكتبة أمراً ضرورياً، بينما عد (0•7%) أن هذا غير ضروري، و (7•7%) لم يكونوا متأكدين• وهذا يبين أن شراء الكتاب الإلكتروني على القرص الليزري سيتم بناء على دراسة حوله في صحيفة ما أو تعليق في حاشية أو أية توصية مماثلة•
إجراءات إضافية
طلب أيضاً من المشاركين بيان الإجراءات التي سيطلبونها لإتاحة وصول الأطفال إلى الكتب الإلكترونية في المكتبات فجاءت الإجابات على النحو المبين في الجدول (5):
المواقف حيال الكتب الإلكترونية
في نهاية الدراسة طُلب من المشاركين وضع معدل حول موافقتهم على البيانات الخاصة بالكتب الإلكترونية• في كل حالة خصصت (5) علامات >غير موافق<، >غير موافق بقوة<، >دون رأي<، >موافق< و >موافق بقوة<• وقد طُلب من المشاركين وضع إشارة في المربع الخاص برأيهم•
تم تطبيق معيار (ليكيرت) على النتائج التي تم الحصول عليها من البيانات، بحيث يمكن أخذ فكرة عامة سريعة•
قد تؤدي الكتب الإلكترونية إلى تغيير دور القيمين على المكتبات• وليس أمراً مدهشاً أن تشير بيانات الرأي إلى هذه الفكرة• فقد أدى إدخال الفيديو والأقراص الليزرية المدمجة إلى المكتبات إلى تغيير دور العاملين فيها، وإن الكتب الإلكترونية تمتلك القدرة على استغلال مثل هذا التغيير• أيد المشاركون هذه الفكرة حيث صوتوا بالموافقة (0•4) على أن الكتب الإلكترونية ستدعم دور المكتبي كوسيط، مما سيؤدي إلى التغيير الكامل لدور المكتبي• وقد علق أحد المشاركين بالقول إنه يجب على المكتبيين أن يتدربوا من الآن على دروهم القادم كوسيط•
كما دلت الدراسة على الإجماع حول إمكانية استمرار الكتاب المطبوع جنباً إلى جنب مع الكتاب الإلكتروني كما هو مبين في الإجابتين الثانية والثالثة (4•4) و (3•4)، وهذا يتفق في الرأي مع البيان القائل: إن الكتب الإلكترونية ليس لها قيمة بالنسبة لتقرير البقاء المستقبلي للمكتبة (1•2)، وإنها ظاهرة مستحدثة سرعان ما تختفي (7•1)• هذا يعني أنهم اعتقدوا أن الكتب الإلكترونية ما هي إلا أثر فحسب، أجاب أحد المشاركين بأن الكتب الإلكترونية ليست ظاهرة طارئة، وأنه يمكن التفوق عليها باشتراكات الإنترنيت•
لم يقر المشاركون بأن الكتب الإلكترونية ستتفوق في النهاية على الكتب المطبوعة (7•1)، على الرغم من الإشارة إلى أن الموسوعات الإلكترونية ستلغي الطباعية منها• كما بين بعض المشاركين أنهم يرفضون قراءة الكتب المطبوعة من خلال نسخها الإلكترونية (7•3)، مع فكرة القراء الجدد (6•3)• هذه المعدلات كانت متقاربة بحيث إنها تفيد الإيجاب أكثر من الحياد• كما كان هناك إجماع على أن الكتب الإلكترونية ستشجع الأطفال على القراءة، كذلك كان المشاركون حياديين حيال المراجع الإلكترونية، التي تحتاج إلى مهارات بحث إضافية (9•2) أكثر من الطباعية• لكن المعدل الذي يبعث على الدهشة هو اعتماد الأطفال على المكتبة في اكتساب الخبرات الخاصة بالكتب الإلكترونية (8•2)، فيما يتعلق بهذه الفكرة الأخيرة، تمت الإشارة إلى أنه يصعب إجراء القياس، لأن بعض الأطفال لديهم أقراص ليزرية في المنزل والعديد منهم اكتسبوا مهاراتها وخبراتها من المدرسة• وهذا قد يشرح المعدل الخاص بهذه الفقرة، بشأن المستويات الإدارية الإضافية التي تسببها الكتب الإلكترونية، الذي كان حيادياً (0•3)• تم تقديم تعليق يفيد بأنه ستكون هناك أعباء إدارية إضافية من أجل التدريب الإضافي، وهنا يمكن التغلب على هذه الأعباء بتشغيل أعداد متزايدة من العاملين في المكتبات للمهارات ذات العلاقة• كما تمت الإشارة أىضاً إلى أن كل المؤشرات تدل على زيادة حجم وأعباء الإدارة، وإن هذه الأشياء لن تقف حائلاً وحجر عثرة أمام تزويد المكتبات بالأقراص الليزرية الحاسوبية المدمجة (CD-ROM)•
تعليقات إضافية
تم الكشف عن ناحية إيجابية في تضمين الكتب الإلكترونية كجزء من خدمة مكتبات الأطفال، من خلال قسم التعليقات الإضافية لنموذج الدراسة• أفاد عدد من المشاركين أن لديهم عدداً محدوداً من الكتب الإلكترونية متوافر لديهم في متناول العموم، لكن معظمهم أفاد أيضاً أنهم خططوا لتحسين أو تطوير الخدمة• كانت هناك كتب جاهزة كمراجع داخل المكتبة، وهناك خطط أخرى لإدخال كتب للإعارة• وحيثما لا يتم توفير كتب إلكترونية فإن الرغبة في تغيير الوضع الراهن مستقبلاً واضحة وجلية• وقد عبر أحد المشاركين عن رأيه في أن الأطفال في التجمع الذي يعمل به ضائعين بسبب افتقادهم للكتب الإلكترونية• وبالقدر نفسه من الأهمية كانت هناك تعليقات تفيد بعدم توافر الموارد الكافية لإدخال الأقراص الليزرية (CD-ROM)• لكن الإسراع في إدخالها إلى ممتلكات المكتبة قد يولد مشكلات خاصة بهذا الموضوع•
يوضح هذا الموقف أن الأقراص الليزرية لم يتم إدخالها إلى المكتبة بالشكل الصحيح، الأمر الذي قد يكون أسوأ من عدم إدخالها على الإطلاق• ولما كان دخول الكتب الإلكترونية إلى المكتبات لم يتم إلا حديثاً، فقد عبر بعض المشتركين عن أملهم في تقبل إجاباتهم، تم تلقي إجابات تفيد بأن الخدمات الإلكترونية يجب أن تكون جزءاً لا يتجزأ من خدمات المكتبات العامة• كما تم تلقي إجابات مماثلة فيما يتعلق بموضوعات مثل: الاختيار والتطوير وإدارة المقتنيات، كما هي الحال بالنسبة للكتب المطبوعة العادية،كما اعتقد المشاركون أن للكتاب الإلكتروني مكاناً في المكتبات العامة، جنباً إلى جنب مع الوسائل الأخرى، كذلك فإن للوسائل الأخرى نقاط ضعف ونقاط قوة، ويجب أن يجري تخزينها وفقاً لذلك، من أجل إنجاز دور المكتبة كمزود للمعلومات الترفيهية والعلمية والتعليمية والثقافية•
أشُير أيضاً إلى ضرورة تحرك المكتبات مع الزمن، والاندماج والمشاركة في شبكة المعلومات الوطنية، التي غدت تحمل بشائر التغيير السريع نحو الأفضل• اقُترح أيضاً أنه إذا رغب الأطفال في الوصول إلى الكتاب الإلكتروني، فيجب على المكتبات العامة أن تقوم بتوفير هذه الخدمة لهم وألا تتجاهلهم• أبرز بعض المشاركين حقيقة أن الأطفال أصبحوا الآن على تماس أكبر مع الأقراص الليزرية CD-ROM في المدرسة كما في البيت• لذلك يجب على المكتبات تقديم هذه الخدمة لهم كي تجذبهم إليها• وهي بحاجة أيضاً إلى إيجاد تناسب معين بين التآلف الحاصل بين الأطفال وأجهزة الحاسوب (Hard ware) وبين المعلومات الإلكترونية الحاسوبية التي يمكن للمكتبات تقديمها لهم (Soft ware)•
والكتاب الإلكتروني في المكتبات قد يجذب أولئك الأطفال الذين لم يعتادوا ارتياد المكتبة على الذهاب إليها واكتساب مهارات حاسوبية جديدة، وقد اقترح إعطاؤهم واجبات بيتية من خلال نواد إلكترونية حاسوبية• لذلك يمكن النظر إلى الكتب الإلكترونية كعنصر تشويق•
تم استلام رد من أحد المشاركين، قال فيه إنه من وسط اجتماعي فقير وإن الأطفال في هذا الوسط قد يجدون في المكتبة السبيل الوحيد الذي يمكنهم من خلاله الاطلاع على الكتاب الإلكتروني• تأييد هذا الرأي بالاقتراح القائل إن المكتبات بحاجة إلى تقديم المعلومات بكل أشكالها وأن تكون جميعها غير مقيدة ومتاحة للكل على قدم المساواة• ولكي لا يكون هناك فئات في المجتمع تتمتع بالمعلومات الإلكترونية وغيرها لا، اقترح اغتنام كل فرصة لتقديم المعلومات للجميع دون استثناء حتى تلك الشريحة من المجتمع ذات الاحتياجات الخاصة•
كانت هناك تعليقات حول تزايد انتشار شبكة المعلومات الدولية (الإنترنيت)• وتشير التوقعات إلى أن تنحصر المواجهة مستقبلاً بين معلومات الإنترنيت وتلك الموجودة على الأقراص الليزرية الحاسوبية CD-ROM• كذلك استشف بأن الإنترنيت تقدم تحديات مختلفة جداً عن الأقراص الحاسوبية، وأن المكتبات التي ستحاول مجاراة هاتين الوسيلتين من موارد المعلومات لابد من أنها ستواجه مشكلات شتى•
قيود: هناك إجماع على أن الكتب الإلكترونية لها حيز هام في المكتبة، التي تود مساعدة الأطفال في التمتع بالكتب، والتي لابد أنها ستواجه مصاعباً في تقديم المصادر الضرورية لتلبية هذه الحاجة على النحو الأمثل• وعلى الرغم من أن معظم المكتبات ترغب في توفير خدماتها للأطفال والبالغين على حد سواء، فإنها تجد نفسها مكبلة بقيود نقص الموارد المالية وغيرها• حيث تحجم المجالس المحلية عن توفير المال اللازم لغير المطبوعات الموثوقة• لابد من توافر الميزانية والمكان والوقت والخبرات لدى المكتبات كي تستطيع إدخال الكتب الإلكترونية في إطار الخدمات التي تقدمها للأطفال• من بين هذه القيود كان الوقت ذو أهمية خاصة، حيث أعطى عدد من المشاركين في الدراسة أمثلة على ضرورة توفير الدعم الإضافي من قبل المستفيدين، مما يستدعي ضغطاً وقتياً إضافياً على المكتبيين• مثلاً كان هناك تعليق يقول: إن المستخدمين سيحتاجون إلى وقت إضافي نظراً لعدم معرفتهم بالتكنولوجيا الجديدة بصورة عامة، وعدم التآلف مع المصادر بصفة خاصة، إضافة إلى ماسيواجهونه من عقبات تقنية عند تشغيل الأجهزة والاتصال بمصادر المعلومات•
قابلية الاستخدام: وقد لوحظت هذه الخاصية على أنها ميّزة أساسية للكتب الإلكترونية، أي أنها تقرر مستوى فائدة استخدام الكتاب، وهذا يدخل في إطار تفاعل الإنسان مع الحاسوب(HCI)• وتهدف هذه الخاصية إلى جعل أي نظام إلكتروني سهل التعلُّم والاستخدام (بريس 1994)• ونظراً لحداثة عهدها نسبياً فإن الحواسيب تعد صعبة الاستخدام• كذلك فإن المعلومات الحاسوبية (Software ) تعد هي الأخرى صعبة الاستخدام (ويكنس وليو 1998)•
هذا كله خلق مجموعة من الآثار السلبية، كان من أبرزها أن المستخدم يعاني وبالتالي يتعرض للتشوش والخوف والملل••• إلخ•• لذلك قابلية استخدام نظام ما هي على قدر كبير من الأهمية، ويحرص مصممو برامج المعلومات الإلكترونية على جعلها سهلة الاستخدام (ويكنس وليو 1998)•
لهذا كان مفهوم سهولة الاستخدام بالنسبة للكتب الإلكترونية للأطفال واضحاً وجلياً• فهي إذا لم تكن سهلة الاستخدام والتعلُّم فإن الأطفال سيجدون صعوبة بالتعامل معها، لذلك فهم سيعزفون عن استعارتها خارج المكتبة لقراءتها• فيما يتعلق بالدراسة، قيل إن الأطفال يستخدمون تلك العناوين التي تعودوها وألفوها إما في المدرسة أو في أماكن أخرى• ووجد أن الأطفال يعتقدون أن الأقراص الليزرية الحاسوبية (CD- ROM) لديها إجابات أكثر من النسخ المطبوعة، ويمكن أن تعطي مواداً طباعية كبيرة الحجم• أُشير أيضاً إلى أن عدد من الأطفال يستخدمون هذه الأقراص كمصادر سريعة للمعلومات، أي يمكن طباعة أية مقالة عن أي موضوع مرغوب فيه بصورة مباشرة•
نتائج: ترى الدراسة أن القيمين على المكتبات حريصون على تبنّي تكنولوجيا الكتب الإلكترونية، يعتقد معظم المشاركين أن الكتب الإلكترونية عمرها طويل، لكنها لن تتفوق على الكتب المطبوعة، بل ستبقى جنباً إلى جنب معها داخل المكتبات• وهم يعتقدون أن إعارة الكتب الإلكترونية سيغير دورها، لكنهم راغبين في إنجاز ذلك• وهذا يعني أن (أمناء المكتبات) سيضمنون توفير هذه الكتب داخل مكتباتهم•
هناك عدد كبير من المكتبيين يقدمون خدمات الكتاب الإلكتروني في مكتباتهم، وعلى الرغم من أن القليل منهم يقوم بإعارتها إلى الخارج كالكتب المطبوعة• هناك نسبة قليلة من المكتبات التي توفر خدمة الكتب الإلكترونية تقدم هذه الخدمة لفرض المرجعية داخل المكتبة وللإعارة خارجها في وقت واحد• إن حقيقة توافر خدمة الكتب الإلكترونية للأطفال داخل المكتبات يفيد أولئك الذين ليست لديهم المعدات اللازمة لقراءتها في منازلهم• على أية حال إذا كان عدد أجهزة الحاسوب في المكتبة محدوداً فلن تكون هذه الخدمة مميزة• كثير من المكتبات التي تعير الكتب الإلكترونية إلى الخارج تفعل ذلك على أساس تجاري، مما يعني أن المكتبيين أنفسهم سيكون لهم تأثير قليل في الكتب الإلكترونية المتوافرة• من الأهمية بمكان الاعتناء بزبائن المكتبة إذا أريد لهذه الخدمة أن تستمر وهذا لن يكون ممكناً إذا كانت وكالة خارجية هي التي تقوم بمهمة اختيار الكتب، وكثير من أمناء المكتبات يعتقدون بأن الكتب الإلكترونية ستجذب أعضاء جدد إلى المكتبة• هذا يعني أنهم يعتقدون أن الكتب الإلكترونية ذات جاذبية خاصة للقراء• حيث إن معظم المكتبات تحرص على جذب الأعضاء الجدد إلى المكتبة، وهذا سيحدو بهم إلى إدخال خدمة الكتب الإلكترونية إلى مكتباتهم• هذا وإن مشكلات الميزانية المالية كبيرة وذات أهمية خاصة بالنسبة للمكتبين، وهي قد تحد من نشاطهم في إدخال الكتب الإلكترونية إلى مكتباتهم• مما سيؤدي بالتالي إلى الحد من حرية وصول الأطفال إلى الكتب الإلكترونية عن طريق المكتبات العامة، التي يبدو أنها ستكون مصدراً أساسياً للنصوص الإلكترونية، بالنسبة لمعظم القراء الشباب•

منقول من مجلة العربية 3000
http://alarabiclub.org/index.php?p_id=213&id=183

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق